بعد عودة التطبيقات إلى العمل بشكل اعتيادي، كشفت شركة تقنية عالمية لتحليل الإنترنت عن نشاط قام به موقع فيسبوك، اعتقدت أنه أدى إلى العطل الذي ضرب المنصة وتطبيقاتها عالمياً.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن دوغ مادوري، مدير تحليل الإنترنت في شركة “كنتيك” لمراقبة الإنترنت، قوله إن فيسبوك “أجرى تغييراً في معلومات توجيه الشبكة”.
وبحسب الشركة، أثر هذا التغيير في خوادم نظام أسماء النطاقات الخاصة بالشركة، والتي تعمل كنوع من نظام البحث على الإنترنت.
تقنياً، يجري ربط أسماء النطاقات مثل “Facebook.com” بعناوين بروتوكول الإنترنت الرقمية التي تستخدمها المتصفحات وخوادم الويب، وأشارت رسالة في صفحة موقع فيسبوك إلى وجود عطل في نظام اسم النطاق.
نظام اسم النطاق هو الذي يسمح للعناوين الإلكترونية بتحويل المستخدمين إلى المواقع التي يرغبون في الدخول عليها. وقد أدى انقطاع مماثل في شركة الحوسبة السحابية “أكامي تكنولوجيز” إلى إغلاق مواقع عديدة في تموز/يوليو الماضي.
كما قال مادوري إن التغيير جعل خوادم نظام أسماء النطاقات في فيسبوك غير متاحة، ما أجبر خدمات الشركة، فيسبوك وإنستغرام وواتسآب، على عدم الاتصال بالإنترنت.سياسة فيسبوك: الربح المادي على حساب خطاب الكراهية
هذا الانقطاع المفاجئ جاء بعد ساعات من اتهامات وجهت إلى “فيسبوك” بالاهتمام بالربح على حساب أمور أخرى، والكشف عن هوية الموظفة السابقة في الشركة العملاقة التي سربت معلومات تتعلق بسياسات الشركة لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
وخلال مقابلة خاصة مع برنامج “60 دقيقة” التلفزيوني، على فضائية CBS، قالت مديرة الإنتاج السابقة في موقع فيسبوك، فرانسيس هوغن، إنها سربت المعلومات للصحيفة الأميركية، متهمةً فيسبوك بأنه يفعل ذلك “على حساب خطاب الكراهية والمعلومات المضللة وتعزيز الاضطرابات السياسية”، وأنه “أدى دوراً في هجوم 6 كانون الثاني/يناير على مبنى الكابيتول”.
كما قالت مديرة الإنتاج السابقة التي تم تعيينها للمساعدة في الحماية من التدخل في الانتخابات في “فيسبوك”، إنها “أصيبت بالإحباط بسبب افتقار الشركة للانفتاح بشأن إمكانية تعرض منصاتها للضرر وعدم رغبتها في معالجة عيوبها”، بحسب صحيفة “وول ستريت جورونال”.
وبعد ما كشفته المسؤولة السابقة في فيسبوك فرانسيس هوغن عن سياسات الشركة، وجه البيت الأبيض انتقادت كبيرة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها فيسبوك. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي، تعليقاً على التسريبات التي كشفتها هوغن، إنَّ “البيت الأبيض ينظر إلى تلك التسريبات على أنها أحدث حلقة من سلسلة حول منصة التواصل الاجتماعي، توضح أن التنظيم الذاتي لا يعمل”.
ولفتت ساكي، في تصريح صحافي، إلى أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن يعتقد منذ فترة طويلة أنَّ التنظيم الذاتي لعمالقة وسائل التواصل الاجتماعي لا يعمل.
تزامنت تصريحات ساكي مع بيان لوزارة الدفاع الأميركية، “البنتاغون”، التي قالت إنها تحقّق في فرضية وجود تهديد أمني وراء توقُّف منصّات التواصل الاجتماعي في العالم.الكارثة التي تعتبر الثانية بعد تصريحات مديرة الإنتاج السابقة ساهمت في انخفاض سعر سهم فيسبوك، إذ هبط سهمه 5.8%، ووصل سعره إلى 322.7 دولاراً، بينما انخفضت القيمة الرأسمالية للشركة إلى نحو 920 مليار دولار، بعدما بلغت 976 ملياراً عند الإغلاق الأسبوع الفائت. أما خسارة مؤسس الشركة، مارك زوكربيرغ، فقد بلغت 6 مليارات دولار.
وسائل إعلام أجنبية لفتت أيضاً إلى أنّ زوكربيرغ وفيسبوك لم يتكبدا وحدهما خسائر كبيرة، ففي 4 تشرين الأول/ أكتوبر، كان للتوقف العالمي الهائل للموقع الأزرق تأثير كبير في الاقتصاد العالمي، نظراً إلى دوره المركزي في التجارة الرقمية.
كما قدّر موقع Net Blocks أن توقف هذه المواقع عن العمل قضى على أكثر من 3 مليارات دولار من الاقتصاد العالمي. وكلّف توقف فيسبوك وحده أكثر من مليار دولار، وساهم إنستغرام وواتسآب بأكثر من 2.5 مليار دولار.