حاصر آلاف من المواطنين الأفغان مداخل مطار العاصمة كابول والذي يمثل شريان الحياة الرئيسي لهم، وللأجانب الذين يحاولون الفرار من البلاد بعد سيطرة حركة طالبان على مقاليد الأمور.
وقال شاهد عيان إنه يتم إطلاق الرصاص بشكل شبه مستمر خارج مجمع المطار، المدجج بالسلاح.
وتم نقل آلاف الأشخاص عبر المطار منذ سيطرة حركة طالبان على كابول يوم الأحد الماضي. والمطار هو المكان الوحيد بالعاصمة الذى تسيطر عليه القوات الدولية.
ويخشى كثير من الأفغان الذي يشعرون باليأس بعدما عملوا مع القوات الدولية على مدار عقدين من الزمان، أو في مجالات مثل حقوق الانسان، على حياتهم بعد عودة طالبان، ويسعون إلى دخول المطار لإنقاذ أنفسهم وأفراد عائلاتهم.
وحذر تقرير أعد للأمم المتحدة أمس الجمعة من أن طالبان تقوم بعمليات بحث مستهدفة عن متعاونين يعتقد أنهم عملوا مع النظام السابق، وأنها تهدد أفراد أسرهم بالانتقام، رغم تأكيدات الحركة أنها لن تسعى إلى الانتقام.
وذكر التقرير، الذي جاء في أربع صفحات والذي أعده المركز النرويجي للتحليلات العالمية، “إن الأفراد الذين يشغلون مناصب رئيسية في الجيش والشرطة ووحدات التحقيق معرضون للخطر بصورة خاصة”.
وتكررت المواجهات المسلحة على بوابات مجمع مطار كابل، حيث يقرر الجيش الأمريكي متى وكيف يتم فتح هذه البوابات وغلقها، في مواعيد لا يمكن التنبؤ بها.
وقال شاهد العيان إنه سيتم إغلاق بوابة المدخل الشمالي للمطار، لمدة يومين.
وقال شاهد عيان آخر إن المحتشدين خارج المطار ينتمون إلى جميع الأطياف، وبينهم ممثلون وشخصيات إعلامية تليفزيونية وشباب ونساء يحملن أطفالا حديثي الولادة، وأشخاص معاقون على كراس متحركة، ضمن آخرين.
وانتشرت على نطاق واسع أمس الجمعة صورة طفل صغير يتم تسليمه للقوات من فوق جدار مجمع المطار، حيث التقطه جندي ونقله إلى زملائه.
وقالت مصادر في طالبان إن نائب زعيم حركة طالبان، الملا عبد الغني برادار، وصل إلى كابول اليوم السبت لإجراء محادثات مع أعضاء الحركة، وساسة آخرين بشأن تشكيل حكومة جديدة.
وكان برادار وصل إلى قندهار، جنوبي البلاد، بعد ظهر يوم الثلاثاء الماضي، برفقة وفد.
يشار إلى أن برادار هو أكبر مسؤول من طالبان يصل إلى أفغانستان حتى الآن، وأشارت مصادر استخباراتية إلى أنه سيُمنح منصبا يماثل “رئيس الوزراء”.
ولم يظهر زعيم طالبان، الملا هبة الله أخوند زاده، في أفغانستان منذ استيلاء طالبان على مقاليد الأمور في البلاد قبل نحو أسبوع، ولا يعرف أحد مكان وجوده.
والتقى العديد من كبار ممثلي طالبان الأسبوع الماضي، الرئيس السابق حامد كرزاي، ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية، عبد الله عبد الله، لإجراء مناقشات بشأن تشكيل حكومة جديدة.
وقد أعلنت طالبان أنها تعتزم مشاركة السلطة مع قوى سياسية أخرى.