أشار مراسل صحيفة “إندبندنت” كيم سينغوبتا في تقرير له من مدينة رام الله، إلى زيادة الدعم لحركة حماس داخل الضفة الغربية. وأضاف أن الحركة التي نظر إليها على أنها وقفت ضد إسرائيل مقارنة مع قيادة فتح تقوم باستغلال فجوة القيادة.
وقال إن سمير عواد الذي كان يقف مع أصدقائه في ساحة المنارة ويتحدثون عما يخبئه المستقبل لم ير إلا الانقسام والنزاع “لم يبق هناك أي أمل، فقط غضب وهو ما نشعر به جميعا”. وهو الغضب الذي لا يحمله سمير، 23 عاما، على الإسرائيليين فقط ولكن وعلى القيادة الفلسطينية أيضا التي فشلت في تحقيق وعدها بالدولة الفلسطينية وبتوفير كل الأساسيات التي قالت إنها تستطيع توفيرها.
ويرى الكاتب أن وقف إطلاق النار الذي تبع المواجهات وإطلاق الصواريخ من قطاع غزة وغارات جوية على القطاع، سبقته مواجهات بين العرب داخل إسرائيل واليهود، وفي القدس الشرقية مواجهات بين الشرطة والمستوطنين من جهة والمصلين وسكان حي الشيخ جراح من جهة أخرى.
وتظاهر العرب واليهود يوم السبت في إسرائيل داعين لنهاية العنف الذي استمر بعد 12 ساعة على إعلان وقف إطلاق النار في غزة، حيث أطلقت الشرطة الإسرائيلية مرة أخرى الغاز المسيل للدموع على المصلين في المسجد الأقصى. وقامت الشرطة بعمليات اعتقال واسعة لأشخاص يعتقد أن عددهم 1.500 معظمهم من الفلسطينيين، رغم الهجمات الواضحة من اليمين المتطرف. وكشفت الصحافة الإسرائيلية عن اعتقال 500 شخص آخرين على يد قوات الأمن.
وفي مدينة رام الله تجمع في الأسبوع الماضي أكثر من 2.500 شخص في ساحة المنارة، وهي مكان الاحتجاج التقليدي وزحفوا نحو مستوطنة بيت إيل. وأطلقت الأعيرة النارية على المتظاهرين، حيث قتل متظاهر واحد وهو محمد إسحق حامد، 25 عاما. وفي نفس اليوم استشهد وائل برنات، 15 عاما، من قرية بلعين، وعدنان موسى كاشف، 20 عاما، في رام الله بعد إطلاق قوات الأمن النار عليهما. وأطلقت النار على جنديين إسرائيليين من شخصين كانا يحملان سلاحا، حيث يقوم الجيش بالتحقيق في هذه التطورات. وقال خالد حسين، 20 عاما “نعم ذهبت للتظاهر وكان العمل الصائب. فنحن نقاتل الاحتلال” و”صحيح أن الناس غاضبون، لكننا لم نهاجم الشرطة بل هم الذي بدأوا وكان علينا الهروب لحماية أنفسنا”. وقال “أعرف محمد إسحق حامد وكان شابا طيبا. وأطلق النار علينا وكان أملنا أن يتعافى ولكنه مات في المستشفى. ونحن لا نحتج فقط على القتل في غزة ولكن على ما يفعله الإسرائيليون في القدس ومصادرة بيوت الناس. وسيواصلون محاولاتهم لسرقة أرضنا وسنظل نقاوم. ولا أحد يساعدنا وعلينا الاعتماد على أنفسنا”.
ولا يحمل الشباب المجتمع الدولي مسؤولية عدم مساعدتهم ولكن القيادة الفلسطينية التي لم تقف أمام إسرائيل. ودعت حركة فتح التي تقود السلطة الوطنية في رام الله للاحتجاج على ما حدث في القدس وغزة، لكن هناك شكا عميقا من محمود عباس، 85 عاما، وأنه لم يعد يقدم قيادة جيدة.
وقال رجل الأعمال محمد الخوري، الذي حاول المشاركة في النقاش “أبو مازن غني وكبير في العمر حتى يهتم، ونريد رحيله، وهو يعرف هذا ولكنه يعمل ما بوسعه للحفاظ على السلطة والمال”.
وفي الوقت الذي يتراجع فيه رصيد عباس تتصاعد أرصدة حماس، وهناك أعداد متزايدة ترى في الحركة المدافع الحقيقي عن الفلسطينيين ضد إسرائيل.
وقال الخوري “كنت أدعم فتح وأنا من عائلة فتحاوية، ولم أدعم حماس في الماضي. ولكننا نرى كيف وقفوا أمام إسرائيل. ورغم القصف واصلوا القتال وكل الناس الذين قتلوا فلم تستطع إسرائيل هزيمتهم”. وقال الخوري “سأصوت لهم ولكنني لا أعتقد أن هناك انتخابات”. وكانت الانتخابات البرلمانية والرئاسية ستعقد في هذا الشهر وتموز/يوليو. وهي الأولى منذ 15 عاما، إلا أن عباس أجلها متعللا بعدم سماح إسرائيل لسكان القدس الشرقية المشاركة فيها. وفي استطلاع أجرته القناة الإسرائيلية 13 قبل النزاع الأخير وجد أن نسبة 32% من الناخبين الفلسطينيين يدعمون حماس و17% فقط سيصوتون لعباس، وهناك نسبة 13.9% تدعم محمد دحلان. وفي الانتخابات الرئاسية وجد الاستطلاع أن 28% دعمت زعيم حماس، إسماعيل هنية، و11% عباس.
وقالت حنان عشراوي القيادية في حركة فتح والوزيرة السابقة إن حماس قدمت في هذا النزاع كقائدة للفلسطينيين في القدس والضفة الغربية وليس فقط في غزة و”نجحوا إلى حد ما” وهناك الكثير من الناس يرفعون العلم الأخضر، وهو علم حماس، في القدس ورام الله و”لم ير هذا الدعم الواضح من قبل”. ويقول الناس “انظروا إلي الجيوش العربية والمسلمة لم تفعل شيئا ولكن جماعة صغيرة بوسائل قليلة نقلوا المعركة إلى إسرائيل، مما أرسل رسالة أننا أحياء ولن نفقد روح المقاومة”. وقالت “لن أصوت لحماس وأعارض الدولة الإسلامية بنفس معارضتي للدولة اليهودية ولا أعتقد أن الدول يجب أن تقوم على الدين وكامرأة أعارض بعضا من أجندتها الاجتماعية” و”لكن حماس تطورت وتحصل على دعم بين الشباب وحتى بين المسيحيين. ولا أعتقد أن حماس ستحصل على غالبية مطلقة في الانتخابات. ولحماس الحق في التمثيل في نظام تشاركي. وتريد إسرائيل إقناع العالم أن حماس إرهابية ولكننا نعتقد أن ممارسات إسرائيل هي ممارسات دولة إرهابية عن وعي وقصد”.