وزير خارجية باكستان : عليكم أيها الفلسطينيون أن تدفنوا خلافاتكم تماما

وصل وزير خارجية باكستان، مخدوم شاه محمد قريشي، نيويورك مساء الأربعاء للمشاركة في جلسة الجمعية العامة المخصصة لمناقشة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني. وتأتي مشاركة الوزير، كما أعلن أمام الجمعية العامة، في إطار جهود التواصل الدبلوماسية الباكستانية المكثفة لحشد الدعم الدولي لإنهاء العدوان الإسرائيلي المستمر على الفلسطينيين. وقد أجرى الوزير خلال إقامته في نيويورك عددا من الاتصالات مع عدد من وزراء الخارجية المشاركين في الجلسة من بينهم وزراء خارجية فلسطين والكويت وتركيا وأندونيسيا، كما التقى بالأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فولكان بوزكير، لمناقشة الوضع في فلسطين على ضوء اقتراح قدمه مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لتأمين الحماية للفلسطينيين. ومخدوم شاه محمد قريشي من مواليد البنجاب عام 1956. تسلم حقيبة وزارة الخارجية في اب/أغسطس 2018. وكان عضوًا في البرلمان الباكستاني منذ آب/ أغسطس 2018 ونائب رئيس حزب تحريك وإنصاف الباكستاني، منذ كانون الأول/ديسمبر 2011.

* لماذا لن يصدر عن الجمعية العامة أي قرار؟
** لقد بحثنا هذه المسألة ليلة أمس مع عدد من وزراء الخارجية. ورأينا أن الأولية لوقف انهمار القنابل على المدنيين في غزة. والسبب الثاني هو أن مجلس الأمن ما زال يبحث الموضوع، وحسب ميثاق الأمم المتحدة فما دام مجلس الأمن يبحث مسألة تتعلق بالسلم والأمن الدوليين فلا بد أن يعطى الفرصة حتى النهاية. والسبب الثالث أنه لم يكن لدينا الوقت الكافي للتشاور مع الدول الأعضاء والمجموعات الإقليمية لمناقشة مشروع قرار يمكن أن يتم التصويت عليه ويحظى بالإجماع. وكذلك لا نريد أن نفتح المجال لتقديم بعض التعديلات على مشروع القرار والتي قد تحرف الاتجاه العام للجلسة وتغير من مسارها.
* لقد خذلت الأمم المتحدة الشعب الفلسطيني مرارا وتكرارا. ما الذي يمكن عمله لتخطي هذا الفشل؟ ماذا يمكن لمنظمة التعاون الإسلامي أن تقدمه للشعب الفلسطيني؟
** كان المطلوب أولا أن يتحقق الإجماع داخل منظمة التعاون الإسلامي، وقد تحقق هذا الإجماع في اجتماع جدة الذي عقد على مستوى وزاري واتفق بالإجماع على إعطاء تعليمات لسفراء المجموعة في الأمم المتحدة أن يطلبوا اجتماعا مع رئيس الجمعية العامة على وجه السرعة لعقد اجتماع للجمعية العامة وهو ما يحصل الآن ونحن نتحدث. وقد بدأ الاجتماع بكلمة قوية لرئيس الجمعية العامة. ونحن سننطلق من هنا إلى جنيف لمجلس حقوق الإنسان للاستمرار في هذه الجهود. كل من تحدثت معهم هنا يقرون بفشل منظومة الأمم المتحدة. أريد أن أقول شيئا: الحقيقة أن هذه الجلسة قد تكون خطوة على طريق استعادة مصداقية الأمم المتحدة. إنها خطوة في الاتجاه الصحيح.
الخطوة الأخرى على الفلسطينيين أن يعززوا وحدتهم. كما تحققت في الميدان. عليكم أيها الفلسطينيون أن تدفنوا خلافاتكم تماما. نعم على منظمة التعاون الإسلامي أيضا أن تعزز وحدتها، وأنا سعيد أن أرى دول مجلس التعاون الخليجي عادت لتنسق فيما بينها وعلى جميع الدول الإسلامية أن تنسق مواقفها وتسير بشكل جماعي في الطريق الصحيح.
* ماذا يمكن لباكستان أن تعمل من أجل حماية الفلسطينيين؟
** بعد جلسة الجمعية العامة سنفعل دور مجلس حقوق الإنسان، وباكستان عضو في المجلس وقد قامت بالتشاور مع عدد من أعضاء منظمة التعاون الإسلامي واتفقنا أن نعقد جلسة للمجلس يوم 27 أيار/مايو الحالي. سنلفت انتباه مجلس حقوق الإنسان إلى الانتهاكات الكبرى التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في جميع الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وغزة. وسنحاول أن نصل إلى المنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني في الدول الديمقراطية للتحرك من أجل حماية حقوق الإنسان. فالعالم اليوم تغير والتأثير على السياسيين يأتي من الأفراد وصحافة المواطنين. ما نراه اليوم من مظاهرات في شيكاغو ونيويورك ودالاس وبرلين وباريس وغيرها ليس مرتبطا بالحكومات بل نشاطات نابعة من الناس العاديين. إنها الجماهير التي تضغط على حكوماتها لتغيير مواقفها من النزاع.
وأنا جئت إلى نيويورك لأعبر عن مشاعر الشعب الباكستاني لما يجري لإخوتهم في فلسطين. وإنني أدعو أولا لوقف العدوان على غزة وإيصال المساعدات الإنسانية وبطريقة عاجلة للمدنيين في قطاع غزة وحماية الأماكن المقدسة وخاصة القدس ومنطقة الحرم الشريف ورفض طرد الفلسطينيين من منازلهم والعمل على إنهاء الاحتلال وتأمين الحماية للفلسطينيين ثم إيجاد آلية لحل سياسي شامل وعادل يضمن للفلسطينيين حقوقهم في دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
* هل اقتراح حماية الفلسطينيين أمر واقعي وقابل للتحقيق كما طرحتم أنتم وتركيا؟
** سنلتقي اليوم برئيس الجمعية العامة، نحن وزراء المجموعة الإسلامية، وسنعرض الفكرة ونبحث في الوسائل الممكنة والمتاحة في هذا المجال.
* ماذا عن موقف إدارة بايدن من النزاع الحالي وتعطيل مجلس الأمن؟
** لقد كان بيني وبين وزير الخارجية الأمريكية بلنكن اتصال حيث أخبرني أنه أرسل مبعوثا خاصة للعمل على وقف القتال. هناك حركة شعبية واسعة في الولايات المتحدة تعارض هذا القتال. كما أن عددا من أعضاء الكونغرس كذلك يقفون مع حقوق الإنسان ويقفون مع الحقوق الأساسية للشعوب. هناك ضغوط شعبية آتية من تحت، نأمل أن تثمر في الضغط على الإدارة الأمريكية كي يتحقق الإجماع داخل مجلس الأمن.
* هل هناك تشابه بين ما يجري في فلسطين وما يجري في كشمير؟
** عندما أشاهد ما يحدث من مآسٍ في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة أتذكر ما يحدث في منطقة كشمير المحتلة من قبل القوات الهندية. ما الذي يطالب به الناس هناك؟ حق تقرير المصير. ما الذي يخشاه الناس هناك؟ إعادة تشكيل التركيبة السكانية بالضبط كما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ما هي مطالب الناس في كشمير؟ حماية الحقوق الأساسية. وماذا يطلب الناس هناك من المجتمع الدولي. إنهم يلتمسون ألا يكون هناك إفلات من العقاب للقوة الغاشمة التي تضطهدهم. ما الذي يصرخ الناس عاليا من أجله في كشمير؟ يصرخون من تلك المعاناة الطويلة تحت حصار عسكري محكم في منطقة من أكثر المناطق المسلحة في العالم. بدون أدنى شك هناك مقاربات واسعة بين كشمير وفلسطين.

الوسوم: , , , ,

More Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.
You need to agree with the terms to proceed