استدعت وزارة الخارجية السعودية السفير اللبناني لدى المملكة فوزي كبّارة للاحتجاج على تصريحات أطلقها وزير الخارجية اللبنانية شربل وهبه، خلال حوار تلفزيوني.
وقال بيان للخارجية السعودية إنه “إشارة إلى التصريحات المسيئة لوزير خارجية الجمهورية اللبنانية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة خلال مقابلة تلفزيونية، والتي تطاول فيها على المملكة وشعبها، فإن وزارة الخارجية إذ تعرب عن تنديدها واستنكارها الشديدين لما تضمنته تلك التصريحات من إساءات مشينة تجاه المملكة وشعبها ودول مجلس التعاون الخليجية الشقيقة”
وأكدت الخارجية السعودية في بيانها “أن تلك التصريحات تتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين”.
وأضاف البيان”نظرا لما قد يترتّب على تلك التصريحات المشينة من تبعات على العلاقات بين البلدين الشقيقين، فقد استدعت الوزارة سفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة للإعراب عن رفض المملكة واستنكارها للإساءات الصادرة من وزير الخارجية اللبناني، وتمّ تسليمه مذكرة احتجاج رسمية بهذا الخصوص”.كذلك استدعت الإمارات السفير اللبناني المعتمد لديها وأبلغته مذكّرة احتجاج رسمية تستنكر فيها تصريحات وزير الخارجية.وأعرب مجلس التعاون الخليجي عن رفضه لتصريحات وهبه، واصفاً إياها بـ” المشينة”، وطالب “بتقديم اعتذار رسمي لدول الخليج”.
وكان الوزير وهبه أدلى بمواقف نافرة وتساجل مع المحلل السياسي السعودي سلمان الأنصاري حول موضوع حزب الله، وردّ وهبه على ما رآه إساءة لرئيس الجمهورية ميشال عون، فوجّه اتهاماً مبطّناً للسعودية من دون تسميتها بالوقوف وراء مقتل الصحافي جمال الخاشقجي في اسطنبول، ووصف اهل دول الخليج بـ” البدو”، واتهم “دول المحبة والأخوّة والصداقة بزرع الدولة الاسلامية وارسال الدواعش الى سهل نينوى والأنبار وتمويلها”.
وفي وقت اشتعلت الساحة اللبنانية بالردود السياسية التي بلغت حد المطالبة بعزل وزير الخارجية وعدم تحميل اللبنانيين الموجودين في الخليج وزر أفعاله وعددهم 380 الفاً ، سارعت رئاسة الجمهورية الى ” تأكيد عمق العلاقات الاخوية بين لبنان ودول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية”، واعتبرت “أن ما صدر عن وزير الخارجية والمغتربين يعبّر عن رأيه الشخصي، ولا يعكس في أي حال من الأحوال موقف الدولة اللبنانية ورئيسها العماد ميشال عون الحريص على رفض ما يسيء الى الدول الشقيقة والصديقة عموما”.
أما الوزير وهبه الذي أصدر في البدء بياناً أعلن فيه أنه “فوجىء بتفسيرات وتأويلات غير صحيحة لكلامه”، نافياً “تناول الأشقاء في دول الخليج العربي”، فقد عاد وقدّم اعتذارا علنيا، مؤكداً أنه “جلّ من لا يخطىء”.
وفي وقت تواصلت ردود الفعل ومنها استنكار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في اتصال أجراه بالسفير وليد البخاري،فإن رسالة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى مجلس النواب التي اتهم فيها الرئيس المكلّف سعد الحريري “بأسر تأليف الحكومة متجاهلاً كل مهلة معقولة للتأليف”،فتحت الباب أمام أزمة سياسية وطائفية جديدة في البلد.وردّ الحريري مساء مغرّداً “ رسالة رئيس الجمهورية إلى مجلس النواب إمعان في سياسة قلب الحقائق والهروب إلى الأمام والتغطية على الفضيحة الدبلوماسية العنصرية لوزير خارجية العهد تجاه الأشقاء في الخليج العربي… وللحديث صلة في البرلمان“