مع بدء التحالف السعودي- الإماراتي تنفيذ اتفاق الرياض جنوب اليمن بهدف تقاسم الامتيازات الاقتصادية والجغرافية لهذا البلد الذي يقودان حرب ضده منذ 6 سنوات، اقليميا، تداعت قوى دولية إلى هذه المنطقة وعين بعضها على الحصول على موطئ قدم على الاقل في هلاله الشرقي المنتج للنفط والغاز والواقع عند اهم نقطة على خط الملاحة الدولية وهو ما يثير المخاوف من تدويل الحرب التي اوصلت المجتمع اليمني إلى حافة الهاوية.
في هذا المنحى، برزت محافظة شبوة المنتجة للغاز المسال وبكميات كبيرة والواقعة على بحر العرب إلى جانب احتكارها تصدير النفط من بقية المحافظات المنتجة له شرق اليمن، محور اهتمام دولي واقليمي ينذر بتطويل امد الصراع في اليمن.
بالنسبة للتحالف السعودي – الاماراتي الذي يقود حربا منذ مارس من العام 2015 بحجة “اعادة هادي” لا تزال هذه المحافظة محل خلافات محتدمة تصاعدت وتيرتها خلال الايام الماضية مع شن فصائل “الاصلاح” هجوما على منشاة بلحاف للغاز المسال والتي تتخذها القوات الاماراتية قاعدة لها على بحر العرب بالتزامن مع تشديد هذه الفصائل المحسوبة على السعودية وقطر وتركيا حصارها لمعسكر العلم التابعة للإماراتيين بموازاة دفع مزيد من التعزيزات من الحدود اليمنية – السعودية.
قد تبدو التطورات او بالأحرى تصعيد فصائل هادي والاصلاح ذات ابعاد قطرية تركية نظرا للنشاط المتزايد للدولتين في محاولة لإحباط حكر التقاسم بين الرياض وابوظبي ، لكن توقيتها يشير إلى رضاء سعودي على الاقل لم يعد خفيا حتى لدى اتباع الامارات الذين اتهموا الرياض بمنح الاخوان ضوء اخضر لطرد الامارات من شبوة المحافظة التي تسعى لإبقائها ضمن “اقليم حضرموت” المحاذي للسعودية.
وبعيدا عن الصراع لااماراتي- السعودي الذي غالبا ما يتم اخماده باتفاقيات من تحت الطاولة وبدون علم الفصائل الموالية لهما، كما هو الحال في اتفاق الرياض، برزت خلال الايام الماضية بؤر صراع دولي على راسها فرنسا التي كثفت تحركها العسكري والدبلوماسي بطلعات جوية قبالة السواحل الشرقية لليمن بالتزامن مع لقاءات مكثفه لسفيرها في اليمن بمسؤولي حكومة هادي وهي بذلك تحاول استعادة مصالحها المتمثلة بتشغيل منشاة بلحاف التي تملك عبر شركة توتال الفرنسية ما نسبته 39% من حصة الشركة اليمنية ، وهي بذلك تحاول سباق الصين التي تتحرك في ذات الاتجاه وسط الانباء التي تتحدث عن ابرامها اتفاق عسكري مع سلطة هادي في المحافظة لتشغيل ميناء بلحاف ناهيك عن الولايات المتحدة التي تحتفظ بقوات برية في هذه المحافظة وبدات مؤخرا تسليط الضوء على نشاط القاعدة وعينها على حماية شركاتها النفطية في هذه المحافظة والسيطرة على بقية الحقول والقطاعات الواعدة .
قد يكون التهافت على شبوة مجرد بداية لصراع محتدم على مناطق الهلال النفطي في شرق اليمن والممتد من شبوة وصولا إلى مأرب ومرورا بحضرموت والجوف ناهيك عن السواحل الاستراتيجية الاهم على طول الشريط الساحلي لليمن والممتد من ميدي في اقصى الغرب اليمني إلى المهرة في اقصى الشرق مرورا بالجنوب ومحافظات الشرق الاخرى، وهذا الصراع لا يقتصر على الاطراف الخارجية التي تشمل ايضا بريطانيا وتركيا وقطر واطراف اخرى بل يشمل اطراف محلية وحتى داخل المكون الواحد والتواقة للحفاظ على امتيازات النقل والحماية للشركات الاجنبية ، وهو ما يشير إلى ان اليمن بحاجة إلى هبة شعبية لتحرير كامل أراضيها في حال ارادت استقرار اقتصادي وعودة للحياة الطبيعية على المدى المتوسط على الاقل بالالتفاف حول صنعاء التي اعلن وزير دفاعها توا وجود خطط لطرد “الاحتلال” وهو بذلك يشير إلى المحافظات الجنوبية التي تعبث اطراف اقليمية ودول بمواردها وتقتل شعبها بالجوع والفوضى والاوبئة.