لا يكتفي النظام السعودي مدعوما بغطاء أمريكي غربي في حصاره المستمر على مطار صنعاء، يحاول من خلال قصفه المتقطع للمطار بين الفترة والأخرى تثبيت مزاعمه بشأن عدم جاهزية المطار، مدعيا تحوله إلى ساحة للاستخدام العسكري، وهي مزاعم تنفيها الرحلات الأممية المتواصلة، وعززتها مؤخرا الكفاءة العالية خلال صفقة تبادل الأسرى، وتلك الحُجة الزائفة لم تكن لتستمر لولا الغطاء الأممي والدولي الذي يضع في أولويته دعم أهداف تحالف العدوان بعيدا عن الشعارات الإنسانية الفارغة.
وفيما يستمر الحصار للمحافظات الحرة فإن مشروع نهب الثورات في المحافظات المحتلة يسير على قدم وساق، إذ ترسو ناقلة نفط في ميناء ضبة النفطي بحضرموت بانتظار شحنها بما يزيد عن مليوني برميل، وسبق أن كشفت صنعاء بالأرقام بأن ما نهبته دول العدوان من نفط يكفي لصرف مرتبات موظفي الدولة لأكثر من اثني عشر عاما.
والقصة لا تنتهي هنا، إذ تبرز تداعيات اقتصادية كارثية في المناطق المحتلة من خلال الانهيار المتواصل للعملة المحلية وتردي الأوضاع المعيشية، وبسبب ذلك تشهد عدد من المدن في المحافظات الجنوبية عصيانا مدنيا وإضرابا عاما لا يبدو أنه سيصل إلى مسامع قوات العدوان التي يقتصر تواجدها على المعسكرات والمناطق الحيوية دون أي اكتراث لأمن وحياة المواطنين.
وعلى ذكر المناطق الحيوية في اليمن، فإن الكيان الإسرائيلي الذي يطمح لتعزيز حضوره في السواحل والجزر اليمنية عن طريق الأدوات الإقليمية، لا يزال طامعا في استقطاب أكبر عدد من الدول العربية والإسلامية إلى قطار التطبيع، وقد عبر وزير خارجية الكيان خلال كلمة له في مؤتمر حوار المنامة عن امتنانه للسعودية ودورها الفاعل في الدفع بمسار التطبيع، والأخيرة لا تزال حريصة على بقاء العلاقات تحت الطاولة خوفا من التداعيات، وحتى إعلان ذلك فالمهم بنظر نتنياهو والمسؤولين الصهاينة أن تصب السياسة السعودية لصالح الكيان الغاصب على حساب كل دول الإقليم.